هذا الكتاب هو عبارة عن مقاربة للمسألة الثقافية على ضوء الطفرة التكنولوجية المذهلة التي شهدها قطاع الإعلام والاتصال في العقود الأخيرة وفي غمرة العولمة التي تؤثر أول ما تؤثر في الإشكالية الثقافية.
فحركية العولمة والتكنولوجيا غالبا ما تضع على المحك المسألة الثقافية بما هي مكمن الهوية والخصوصية ورافدا من روافد العلاقات بين الشمال والجنوب.
هذا المدخل إلى تكنولوجيا المعرفة هو محاولة للتأكيد على ثلاثة أمور يتصورها الكاتب مركزية لدخول العالم الثالث، والوطن العربي بالأساس، قرن العلم والتكنولوجيا والمعرفة الحالي:
+ الأول ويتعلق بحتمية الاستفادة من التيارات الإعلامية والمعلوماتية والمعرفية التي ربما تتيحها لنا ظاهرة العولمة بما هي انفتاح ومنافسة وتطلع إلى التجديد.
+ الأمر الثاني ويرتبط بضرورة التعامل مع تكنولوجيا الإعلام والاتصال نقلا أو تصنيعا لا كتقنيات استهلاكية أو ككماليات ترفيهية بل كتكنولوجيا معرفية من الواجب نقلها أو تصنيعها على هذا الأساس.
+ الأمر الثالث: إذا تعذر التصنيع الصعب تصوره في المدى المنظور، فإن النقل العقلاني هو الذي من شأنه أن يعمل على تقييم ثقافتنا وتقديم معارفنا...لأننا وإن كنا لا نتحكم اليوم في التكنولوجيا المعرفية فإننا رغم ذلك نحتكم إلى معرفة كبيرة...لا تنقصنا إلا فرص تقييمها وتجسيدها تكنولوجيا.
دليل "إصدارات مغربية"، العدد الخامس، المكتب الثقافي السعودي، الرباط 2005.