5 يونيو 2024
مجلس النواب الأميركي يقر مشروع قانون يسمح بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية...لم تكفهم معاقبة الدول ومحاصرتها، ها هم اليوم يفرضون عقوبات على المنظمات الدولية...في السبب الأول، فلأن المحكمة تجرأت وتعتزم توجيه اتهامات مباشرة لرئيس وزراء إسرائيل...أما في السبب الثاني، فلأن المحكمة قد تتجرأ وتوجه اتهامات لعسكرين وسياسيين أميركيين، حاليين وسابقين، إن رفعت ضدهم دعاوى أمامها...هو قانون استباقي لأن المسؤولين الأميركان يدركون جيدا حجم الفظاعات التي ارتكبوها بكل بلدان الدنيا، أو تواطأوا فيها أو تمت تحت بصرهم أو بإيعاز منهم...هل رأيتم مجرما يرتكب ويحث على ارتكاب الفظاعات، ولا أحد يجرأ على مساءلته أو تحييده؟ ها هي أمبراطورية الشر تجسد ذلك بامتياز ولا أحد يسائلها...
2 يونيو 2024
العالم، كل العالم، يحتفل ويبارك لإسرائيل "تحرير مختطفيها" الأربعة...لا أحد هزه مقتل 210 شخصا وجرح أكثر من 400، في حي النصيرات بغزة، نظير خروج هؤلاء...الإدارة الأميركية كانت أول المنتشين بالعملية، لأنها هي من خطط وأشرف ووفر الرصيف البحري لتنفيذ الإنزال وضمان عودة "فريق التدخل" بأمان...لا أحد من الأسرى الأربعة ظهرت عليه علامات التعذيب، ولا آثار سوء التغذية...إسرائيل نفسها أعلنت أنهم في حالة صحية جيدة...درس لم ترد استيعابه، هي التي تنكل بالفلسطينيين، فيخرجوا من سجونها، إن خرجوا، معاقين، فاقدي البصر، مهشمي النفسيات...هذه الجزئية تؤشر لوحدها على سمو أخلاق المقاومة والغياب المطلق للبعد الأخلاقي في سلوك إسرائيل...هي التي صنفتها الأمم المتحدة باللائحة السوداء بمقياس قتل الأطفال...إسرائيل تنتشي، بعد ثمانية أشهر من الإبادة، "بتحرير" أربعة من "مختطفيها"... نسيت أنه لا يزال بين يدي المقاومة أكثر من 123 رهينة، ستفاوض بهم...المقاومة لا تحتجز هؤلاء للانتقام منهم...أبدا...إنها تتخذهم ورقة تفاوض فقط...حينما سيتم تنفيذ مطالبها، سيخرجون معززين، مكرمين، محتفظين بذكرى جميلة عن مقاومة للأسير عندها مقام خاص.
9 يونيو 2024
في العجز سواء...أصدروا بيانات التنديد الواحد تلو الآخر...مجاملة ومن باب رفع الحرج...ولما تعبوا أو أحسوا أن نفاقهم لم يعد ينطلي على السذج، اكتفوا بالصمت...الحرب على غزة ساوتنا مع حكامنا...هم عاجزون ونحن عاجزين...لربما هم أعجز منا...نحن على الأقل نصيح ونحتج ونتظاهر...فيما هم لا يقوون على ذلك...في مذبحة البارحة بمخيم النصيرات، لم يجرأ أحد على النطق...اكتفوا جميعا بحاستي السمع والبصر...لقد اقتنعوا بأن دماء الفلسطينيين، هي قرابين أضاحي يذبحونها في حضرة إسرائيل والأميركان، كي يرضوا عنهم ويشفعوا لهم الذنوب.
9 يونيو 2024
إسرائيل "تحرر" أربعة أسرى في مخيم النصيرات، وتقتل في الآن ذاته، ثلاثة أسرى آخرين، إضافة إلى قائد الفرقة التي نفذت العملية..."حررت" أربعة وقتلت أربعة، لتترجم حرفيا مأثورة "المتعوس وخايب الرجا"... ومع ذلك، تتمنع إسرائيل في إبرام صفقة لإطلاق سراح ال 123 الذين لا يزالون بين يدي المقاومة، وضمنهم جنرالات وضباط كبار...المقاومة تعلن جهارة أنها لن تساوم أيا تكن الأثمان، ومهما طال أمد الحرب...إنها مقتنعة بأنها صاحبة المبادرة على الأرض...لأنها تدرك أن تراب غزة وركامها تحول إلى نقطة ارتكاز لحرب الاستنزاف التي تبرع فيها...ثم إلى مستنقع لا يستطيع جنود الاحتلال الإفلات منه...لقد عاينا كيف يخرج المقاومون من بين الأنقاض، بعضهم بنعل متهالك، وبعضهم الآخر حافي القدمين...إن أقدامنا الناعمة لتستحيي حقا أمام أقدام هؤلاء الفتية، السائرين فوق الشوك والنار...صدق من قال إنها أقدام تستحق أن تقبل.